سلسلة التربية الاسلامية ...علم القلوب

[right][ltr][font=Times New Roman","serif]بسم الله الرحمن الرحيم[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]هذه هي الدنيا[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة الكرام, البارحة: كان الحديث حول الحكمة التي حينما يؤتاها الإنسان من قبل الله عز وجل, فقد أوتي خيراً كثيراً, وذكرت بالمقابل: أن الدنيا بكل ما فيها من متع, وصفها الله بأنها متاع قليل: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة النساء الآية:77][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة التوبة الآية:38][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]ما الحقائق التي يمكن أن نستنبطها من هذه الآيات؟[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]1-رحمة الله هي الجنة :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, تطرقت البارحة إلى عطاء آخر, لا يقل عن الحكمة: إنه رحمة الله عز وجل, وقد رغبت أن أتعرف إلى الآيات الكريمة, التي تتحدث عن رحمة الله, فهناك آيات كثيرة, لكن يستنبط من هذه الآيات حقائق .
الحقيقة الأولى: يقول الله عز وجل: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة البقرة الآية:218][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] معنى ذلك: أن الإنسان الذي يؤمن, ويستقيم, ويجاهد في سبيل الله نفسه وهواه, إنما يرجو رحمة الله؛ المؤمن يرجو رحمة الله, والكافر يرجو الدنيا؛ يرجو مالها, يرجو نساءها, يرجو سمعتها.....
 فالإنسان عليه أن يتبصر, هل يرجو رحمة الله من عمله؟ غير المؤمن يبحث عن مصلحته, يبحث عن شهوته, يبحث عن لذته, يبحث عن مكاسب مادية, بينما المؤمن يرجو رحمة الله, هذا هو الفرق الجوهري, رحمة الله هي الجنة, قال تعالى: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة آل عمران الآية:107][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] الحقيقة: من المعاني الجامعة, المانعة, الواسعة, الشاملة, هي رحمة الله عز وجل, هي الجنة, الهدف من الإيمان, والعمل الصالح, والمعاملات, والأخلاق, وما إلى ذلك, هو أن المؤمن يرجو رحمة الله, وصل للجنة, الجنة: هذه رحمة الله عز وجل. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]2-مكارم الأخلاق سببها رحمة الله :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, كل مكارم الأخلاق, مجموعة في رحمة الله: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة آل عمران الآية:159][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] إذاً: هي السبب, وهي الهدف, وهي المصير, مكارم الأخلاق سببها: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة آل عمران الآية:159][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] اللين, واللطف, والرحمة, والشفقة, والعطف, بسبب ما استقر في قلب رسول الله من رحمة, من خلال اتصاله بالله, فهي السبب, هي الهدف: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة البقرة الآية:218][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] هي المصير: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة آل عمران الآية:107][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] هي الأمل: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة النساء الآية:175][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]3-الباعث الحقيقي لكل معالجة هي رحمة الله[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, ما تشاهد في الدنيا؛ من مصائب, ومن كوارث, ومن فيضانات, ومن زلازل, ومن حروب أهلية, الشيء الذي لا يُحتمل, يُفسر برحمة الله: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الأنعام الآية:147][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] تقتضي رحمة الله عز وجل: أن يسوق هذا المجرم إلى الجنة, أن يسوقه إلى الهداية, أن يسوقه إلى التعريف بمهمته في الحياة.
 لو أن الإنسان خلق ليكفر, أو خلق كافراً, لا يوجد داع لكي يعذبه الله: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الزخرف الآية:33][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] لو أن الإنسان مخلوق لجهنم, أو لم يكلف بالهداية, لا يوجد داع أن يكون مع الكفر, هناك تعذيب.
 الآن: هذه الرحمة التي هي السبب, والهدف, والمصير, والباعث لكل معالجة . [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]4-الرحمة ثمنها الإحسان :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] يقول الله عز وجل: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الأعراف الآية:56][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الأعراف الآية:56][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] هذه الرحمة ثمنها الإحسان: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الكهف الآية:110][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]عطاء الله هي رحمة الله[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, إن أردت رحمة الله, هذا العطاء المطلق, والحقيقة: لو دققت بالتفاصيل, لوجدت رحمة الله في كل شيء, تعني الشيء المادي, تعني الصحة, تعني السلامة, تعني الطمأنينة, تعني الثقة, تعني الراحة, تعني السعادة, تعني أن يكون القبر روضة من رياض الجنة, تعني الجنة .
 فالعطاء الجامع, المانع, الشامل, الواسع, أو الأصح أن نقول: مطلق, عطاء الله هي رحمة الله . [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]من معاني الرحمة[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] من معاني الرحمة قال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة يونس الآية:21][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] معناها: المطر رحمة, الجفاف ضرَّاء, المرض ضراء, الصحة رحمة, الفقر الشديد ضراء, الكفاية رحمة, الخلافات الزوجية ضراء, السعادة الزوجية رحمة, الأولاد المشاكسون ضراء, الأولاد الصالحون رحمة, هذا معنى آخر: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة يونس الآية:21][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] الآن: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة هود الآية:9][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] معنى ذلك: كل شيء مريح, رحمة الله كل شيء مسعد, رحمة الله كل شيء يسر لك أمرك (رحمة) .
 الأولى: جاءته رحمة من بعد ضراء, الثانية: أذقنا الإنسان منا رحمة, ثم نزعناها منه, يعني: السلب بعد العطاء, المرض بعد الصحة, الفقر بعد الغنى, ممكن الغنى بعد الفقر, لكن الثاني أصعب: إنسان كان فقيراً فاغتنى, أما كان غنياً فافتقر, كان مريضاً فشفي, لما كان في صحة طيبة ثم وقع في مرض شديد, مؤمن بين أناس شاردين, مؤمن له يدان, وله رأس, وله أرجل, ويأكل ويشرب كأي إنسان آخر, طيب أين عطاء الله؟ قال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة هود الآية:28][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] قد لا تُرى رحمة الله بالعين, شخص مؤمن يشبه أي إنسان, قد يكون شكله أقل مما ينبغي؛ ليس عنده الجمال الزائد في شكله –مثلاً-, في دخله, في بيته, في أولاده, لكن باستقامته, واتصاله بالله عز وجل, في قلبه رحمة, وسعادة, وطمأنينة, لو وزعت على أهل بلد لكفتهم:
 قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾ [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة هود الآية:28][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أحياناً: تجد بيتاً عادياً, لكنه محفوف برحمة الله: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة هود الآية:73][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] إذا الله عز وجل أحاط أسرة برحمته, فالأسرة موفقة, متفاهمة, بدخل محدود, الله يبارك لها في دخلها, يبارك لها في وقتها, يبارك لها في حاجاتها, والأمور كلها ميسرة, يبارك لها في عملها الصالح, هذا الذي لا يعبأ برحمة الله, هذا ضال أشد الضلال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الحجر الآية:56][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] لا يرجو رحمة الله, يقنط من رحمة الله.
 قال تعالى: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة البقرة الآية:218][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] هؤلاء الذين لا يرجون رحمة الله, هم الضالون. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]ما هو المطلوب منك؟[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, حينما تُضطر من أجل أن تنال رحمة الله؛ أن تعاكس من حولك, أو أن تعاكس أقرب الناس إليك, قال: أنت مكلف مع هذا الهدف النبيل, والوسيلة المزعجة, أن تكون ليناً: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الإسراء الآية:28][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] يعني: وأنت في طلب رجاء, رحمة الله ينبغي أن تكون ليناً مع من حولك. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]هذا ما أراده الله[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, أحياناً: الإنسان يؤمن, يستقيم, يكون قاسياً مع والدته, قاسياً مع والده, قسوة لا مبرر لها, فمن أجل رحمة الله, يقف موقفاً قاسياً, هذا ما أراده الله عز وجل, حتى وأنت ترجو رحمة الله؛ أن تكون معتدلاً, أن تكون ليناً, وأن ترعى من حولك: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة طه الآية:43][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة طه الآية:44][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]هذه ما تتمثلها رحمة الله[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] في شيء آخر: قال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُوراً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الإسراء الآية:100][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] الأمطار, النباتات, هذه الأساسيات في حياة الإنسان؛ الهواء, والنبات, والماء, والطعام, والشراب, والأطيار, والأسماك.......: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الكهف الآية:10][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الكهف الآية:10][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] هذا الدعاء الأساسي, الأهم: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]((اللهم رحمتك أرجو, فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين))[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][أخرجه أبو داود في سننه][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] سيدنا الخَضِر, هذا الذي وردت قصته في القرآن الكريم, قال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة الكهف الآية:65][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] والإنسان بأكمله, بكل ما عنده, بوجوده, بإمداده, برشاده, هو كله كلمة واحدة. قال: [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]﴿ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif][سورة مريم الآية:2][/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] يعني: رحمة الله تتمثل بالإيجاد, والإمداد, والهدى, والرشاد. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]خاتمة القول[/font][font=Times New Roman","serif] :[/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif] أيها الأخوة, آيات كثيرة جداً من رحمة الله, لكنه موضوع مهم: أن ترى رحمة الله هي كل شيء, وأن تسعى إليها, وأن ترجوها, وأن تكون هي المصير, وهي الهدف, وهي السعادة, وهي الشيء الذي يتمايز به المؤمنون, ورحمة الله تأتي من طاعته, وتأتي من الإحسان إلى خلقه, فكلما كنت أكثر إحساناً للخلق, كنت أقرب إلى رحمة الله. [/font][/ltr][/right][right][ltr][font=Times New Roman","serif]والحمد لله رب العالمين[/font][/ltr][/right][left][font=Times New Roman","serif] [/font][/left]