الحمد لله الذي خلَّص قلوب عباده المتَّقين مِن ظُلم الشهوات، وأخلَص عقولهم عن ظُلَم الشُّبهات، أحمده حمْدَ مَن رأى آياتِ قدرته الباهِرة، وبَراهين عظمته القاهِرة، وأَشكُره شُكرَ مَن اعترَف بمجْدِه وكَماله، واغترَف مِن بحر جوده وأفضاله.
وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسموات، شهادةً تَقود قائلها إلى الجنات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخِلال الزاكيات، صلى الله عليه وعلى آله الأئمَّة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثِّقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ:
فقد كثُرتْ أخبار الانتِحار في دول الغرب، وأصبَحت تُعدُّ بعشرات الآلاف في السنَة الواحدة، فلماذا؟ هل لأنهم لم يُشبِعوا رغباتهم المسعورة؛ مِن زنا ولواطٍ وشرب خمور متنوِّعة، ولهوٍ ومُجون أمام الراقصات العاريات العاهِرات، والضمِّ والقُبلات؟ أم أن كل ذلك متوفِّر لديهم، وفي مُتناوَل أيديهِم؟ أم أنهم لا يَجِدون ما يَملؤون به بُطونهم مِن الفقر والفاقة؟ إنَّ كل ما يُريدون متوفِّر؛ بل وقد يوجد لدى أحدهم مليارات الدولارات، ومع هذا فهو يَنتحِر؛ ليتخلَّص مِن حياة الشقاء التي يُحسُّ بها في قرارة نفسه؛ لأنه لم يذقْ طعم الحياة الطيبة، فيلجأ إلى ما يُذهله مِن خمر، ويَشغل وقته به مِن لهو ومجون.
هناك العديد من الأسئلة التي تَفرِض نفسها لحياة أناس كفروا بالله، فما هي إذًا الدواعي للانتِحار ما دام ما يُريده متوفِّرًا لديه ومُهيَّأ له؟
إن الدافع الحقيقي للانتحار هو: فقْد الإيمان بالله والدار الآخِرة، وما أعدَّه الله فيها مِن جنَّة ونار، فإذا فقد القلبُ الإيمانَ بالله والدار الآخِرة، أصبح كالبَيت الخَرِب، وموطنًا للشيطان لا صلاح فيه ولا إصلاح منه لبقية الأعضاء، فتفسد حياة صاحبِه، وإن تمتَّعت أعضاء الجسم بشيء مِن اللذَّات، فهي وقتيَّة مآلُها للزوال؛ لعدم إمدادها بالمادة الطيبة، وهي الإيمان الذي فقَده القلب؛ بل إنه يُمدُّها بالمادة الخبيثة التي اشتمَل عليها، فأصبحَتْ حياة صاحِبه حياةَ شقاء، وإن نَعِمت الأعضاء بعضَ الوقت.
إن الإيمان بالله والعملَ الصالح هما مادة الحياة الطيبة؛ يقول ربنا - جلَّ وعلا -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فسعادة الدنيا والآخِرة في الإيمان بالله والعمل الصالح، فمَن فقد الإيمان وكفَر بالله، فحياته شقاء، ومصيرُه في الدار الآخِرة إلى النار، ومَن ضَعُف إيمانه وقلَّ عمله، ناله من الشقاوة في الدنيا والعذاب في الآخِرة بقدْر ما فرَّط فيه، والله لا يَظلِم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يَظلمون، والله - جل وعلا - خلَق العباد ليَعبدوه، وركَّب فيهم العقول؛ ليَعرِفوا الخير والشر، فمَن يعمل مثقال ذرة خيرًا يرَه، ومَن يعمل مثقال ذرة شرًّا يرَه، والسعادة والطمأنينة في ذكر الله: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].
إن مَن فَقَدَ الإيمان بالله، والعمل الصالح، ولذَّة ذِكر الله، فحياته أتعسُ من حياة الحيوان: ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾ [الفرقان: 44]، وواقع الكافرين شاهد، وإن غالَط مَن غالط، وانخدَع مَن انخدع، بالقشور وزُخرفِ القَول؛ فقد شَهِد المفكِّرون مِن دول الغرب بفساد حضارتهم المادية، وشقاء البشرية بما هم عليه، ولكنَّهم لم يوفَّقوا لما يُصلِح البشر ويُسعِدهم في دُنياهم وأخراهم؛ لأنَّ الصلاح والإصلاح في الإسلام وتعاليمه السامية، ولن يَصلُح آخِرُ هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فهل يَرجعون للإسلام ويَعبُدون الله الذي خلَقهم لذلك؛ ليَستظِلُّوا بظلِّه الوافر، ويَسعدوا في حياتهم العاجلة، ويَنالوا الأجْر في الآخِرة قبل انهيارهم الموشِك، فيَخسروا دُنياهم وأُخراهم؟
اللهم وفِّق المسلمين ولاة وشعوبًا للتمسُّك بدينك، وإنقاذ البشرية مما تُعانيه مِن ويلات؛ فإنهم أصحاب رسالة، وسيُسألون عن أدائها، وقد قال نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه -: ((بلِّغوا عني ولو آية)).
فعلى المسلمين جميعًا أن يتمسَّكوا بدينهم، ويَعرِضوه على حقيقته على مَن جَهِله؛ ليؤدُّوا الواجب عليهم، ويَسلموا مِن عقاب التقصير.
نرجو الله أن ينصر دينه، ويُعلي كلمته، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسموات، شهادةً تَقود قائلها إلى الجنات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخِلال الزاكيات، صلى الله عليه وعلى آله الأئمَّة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثِّقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ:
فقد كثُرتْ أخبار الانتِحار في دول الغرب، وأصبَحت تُعدُّ بعشرات الآلاف في السنَة الواحدة، فلماذا؟ هل لأنهم لم يُشبِعوا رغباتهم المسعورة؛ مِن زنا ولواطٍ وشرب خمور متنوِّعة، ولهوٍ ومُجون أمام الراقصات العاريات العاهِرات، والضمِّ والقُبلات؟ أم أن كل ذلك متوفِّر لديهم، وفي مُتناوَل أيديهِم؟ أم أنهم لا يَجِدون ما يَملؤون به بُطونهم مِن الفقر والفاقة؟ إنَّ كل ما يُريدون متوفِّر؛ بل وقد يوجد لدى أحدهم مليارات الدولارات، ومع هذا فهو يَنتحِر؛ ليتخلَّص مِن حياة الشقاء التي يُحسُّ بها في قرارة نفسه؛ لأنه لم يذقْ طعم الحياة الطيبة، فيلجأ إلى ما يُذهله مِن خمر، ويَشغل وقته به مِن لهو ومجون.
هناك العديد من الأسئلة التي تَفرِض نفسها لحياة أناس كفروا بالله، فما هي إذًا الدواعي للانتِحار ما دام ما يُريده متوفِّرًا لديه ومُهيَّأ له؟
إن الدافع الحقيقي للانتحار هو: فقْد الإيمان بالله والدار الآخِرة، وما أعدَّه الله فيها مِن جنَّة ونار، فإذا فقد القلبُ الإيمانَ بالله والدار الآخِرة، أصبح كالبَيت الخَرِب، وموطنًا للشيطان لا صلاح فيه ولا إصلاح منه لبقية الأعضاء، فتفسد حياة صاحبِه، وإن تمتَّعت أعضاء الجسم بشيء مِن اللذَّات، فهي وقتيَّة مآلُها للزوال؛ لعدم إمدادها بالمادة الطيبة، وهي الإيمان الذي فقَده القلب؛ بل إنه يُمدُّها بالمادة الخبيثة التي اشتمَل عليها، فأصبحَتْ حياة صاحِبه حياةَ شقاء، وإن نَعِمت الأعضاء بعضَ الوقت.
إن الإيمان بالله والعملَ الصالح هما مادة الحياة الطيبة؛ يقول ربنا - جلَّ وعلا -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فسعادة الدنيا والآخِرة في الإيمان بالله والعمل الصالح، فمَن فقد الإيمان وكفَر بالله، فحياته شقاء، ومصيرُه في الدار الآخِرة إلى النار، ومَن ضَعُف إيمانه وقلَّ عمله، ناله من الشقاوة في الدنيا والعذاب في الآخِرة بقدْر ما فرَّط فيه، والله لا يَظلِم الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يَظلمون، والله - جل وعلا - خلَق العباد ليَعبدوه، وركَّب فيهم العقول؛ ليَعرِفوا الخير والشر، فمَن يعمل مثقال ذرة خيرًا يرَه، ومَن يعمل مثقال ذرة شرًّا يرَه، والسعادة والطمأنينة في ذكر الله: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، ويقول - جلَّ وعلا -: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].
إن مَن فَقَدَ الإيمان بالله، والعمل الصالح، ولذَّة ذِكر الله، فحياته أتعسُ من حياة الحيوان: ﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ﴾ [الفرقان: 44]، وواقع الكافرين شاهد، وإن غالَط مَن غالط، وانخدَع مَن انخدع، بالقشور وزُخرفِ القَول؛ فقد شَهِد المفكِّرون مِن دول الغرب بفساد حضارتهم المادية، وشقاء البشرية بما هم عليه، ولكنَّهم لم يوفَّقوا لما يُصلِح البشر ويُسعِدهم في دُنياهم وأخراهم؛ لأنَّ الصلاح والإصلاح في الإسلام وتعاليمه السامية، ولن يَصلُح آخِرُ هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فهل يَرجعون للإسلام ويَعبُدون الله الذي خلَقهم لذلك؛ ليَستظِلُّوا بظلِّه الوافر، ويَسعدوا في حياتهم العاجلة، ويَنالوا الأجْر في الآخِرة قبل انهيارهم الموشِك، فيَخسروا دُنياهم وأُخراهم؟
اللهم وفِّق المسلمين ولاة وشعوبًا للتمسُّك بدينك، وإنقاذ البشرية مما تُعانيه مِن ويلات؛ فإنهم أصحاب رسالة، وسيُسألون عن أدائها، وقد قال نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه -: ((بلِّغوا عني ولو آية)).
فعلى المسلمين جميعًا أن يتمسَّكوا بدينهم، ويَعرِضوه على حقيقته على مَن جَهِله؛ ليؤدُّوا الواجب عليهم، ويَسلموا مِن عقاب التقصير.
نرجو الله أن ينصر دينه، ويُعلي كلمته، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
الجمعة نوفمبر 08, 2013 6:24 pm من طرف Admin
» موضوع خاص بطلبات الاشراف
الجمعة نوفمبر 08, 2013 6:15 pm من طرف Admin
» دستور الجمهورية اليمنية
الجمعة نوفمبر 08, 2013 5:22 pm من طرف Admin
» ايها العضو الجديد لماذا ترحل ؟
الجمعة نوفمبر 08, 2013 4:55 pm من طرف Admin
» اناشيد اسلامية
الجمعة نوفمبر 08, 2013 12:18 am من طرف Admin
» وتعاونوا على البر والتقوى
الخميس نوفمبر 07, 2013 10:41 pm من طرف Admin
» فيتامين "هـ" يقى من الإصابة بالسرطان
الخميس نوفمبر 07, 2013 10:20 pm من طرف Admin
» [ دراسة جديدة: أدوية الاكتئاب تفشل فى علاج نصف المكتئبين ]
الخميس نوفمبر 07, 2013 10:13 pm من طرف Admin
» المثلية علاج للاكتئاب
الخميس نوفمبر 07, 2013 9:59 pm من طرف Admin