عظمة ليلة القدر تعادل أجر ثمانين عاماً متواصلة من العبادة

"إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر" تحدث خطيب جامع فاطمة كانو والمدرس في المعاهد الشرعية التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية في البحرين الشيخ أحمد بن سعيد الدعيس ، عن هذه السورة وآياتها ودلالاتها والغاية من نزولها خاصة وقد أنزل فيها القرآن الحكيم على الرسول الكريم .فقال شيخ أحمد : لن يستطيع أي شخص أن يعمر وقته في عبادة الله سبحانه وتعالى، ثمانين عاما متواصلة أي من حين يولد إلى أن يموت ،وهذا أمر يكاد يقترب من أن يكون مستحيلا ، فمن يبلغ سن الثمانين من أمتنا في عصرنا الحالي اعدادهم قليلة .
وأكد أن ليلة واحدة من ليالي رمضان قد جعل الله قدرها أعلى ،وأجرها أغلى ،وفخم أمرها بل وكفل الله لمن عمرها بطاعته ، أن يحصِّل على أجر ثمانين عاما متواصلة من العبادة. انها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وأشار الدعيس إلى أنه وفي ليلة واحدة يستطيع المسلم أن يكتسب فيها أجرا يماثل ذلك العمر المديد الذي يتخطى الثمانين، وقال إنها ذات بركة عظيمة ،وقد سماها الله تعالى ليلة القدر لمكانتها الرفيعة ،وقدرها العظيم حقا ،وشرفها الرفيع صدقا ،كيف لا تكون كذلك ،وقد خلد الله ذكرها بسورة تتلى إلى يوم القيامة، أنزل الله فيها أعظم كتاب ، ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو تنزيل من لدن حكيم حميد .
وأوضح الداعية الدعيس أن ليلة القدر تشهد النزول الكثيف للملائكة إلى الأرض حتى يكون عددهم أكثر من الحصى، وقد أودعها الله سلاما عاما سابغا من كل شر وأذى ،سلام من عفو غفور، يتبعه عتق من النيران. وقال النبي الكريم "صلى الله عليه وسلم" من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ودعا من يبلغ ليلة القدر أن يدعو بهذه الكلمات "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا".