الراقصون على أوجاع الشعب

[right][/right]
يغادرون أوجاعنا جميعهم رغم أنهم صانعوها ، يلعقون جراحنا لينكئوها رغم كل تضحياتنا ، ورغم كل ذوباننا بهمومهم ، نظل نضمد جراحهم وننحت ابتساماتهم من رقصات جراحنا ونعزف ألحان وجودهم فتتمزق أوتار نبضنا. 

يصنعون من انكسارات شعبنا انتصاراتهم فيرمون لنا فتات أقواتهم المتعفنة من تكديسها بعد انتهاء فترة صلاحيتها ، ومن جديد يتصدرون ببراعة على مصيرنا فيقودوننا طائعين مخدوعين بوهم طهارتهم وتطهرهم من دنس فسادهم العتيق ، هكذا يجترون أمجادهم بوضع أقدام كذبهم على رقابنا نحن المواطنين الكادحين. وبعد كل ذلك بالإبهام نوقع صكوك شرعيتهم وأحقيتهم في حياة ملوك وعبوديتنا خنوعنا واستسلامنا لهم مراراً وتكرارا ، ونظل حتى انتهاء فترتهم نعاني ، منا من يفترش الأرصفة ومنا من يخترع عمليات حسابية معقدة لتوزيع الرواتب. 

كم تقطعني طفولة محترقة في جولات المدن والأزقة المكتظة وشرود بعضهم وزيغان عقولهم من هموم ومسئوليات كانت فوق طاقاتهم البشرية فرحلت عقولهم تصلي لربها كيف هذا الوطن ذاق بها ذرعاً. 

كثيرون خلف جدران منازلهم الفارغة من الدفء وما يسد رمق الجوع يتعففون ولا يسألون الناس إلحافا. فلا نسمع إلا أصوات مواكبهم التي لا توقفها إشارات المرور و اكتظاظ الشوارع بالناس والسيارات ، سياراتهم المعاكسة ومرافقيهم المأمورين بسحق كل ما يوقف مسارهم المتغطرس الذي صنعناه نحن لهم مع الأسف لا يكترثون لصرخات الشعب ولا لجوعهم ولا لأمراضهم ولا لتهميشهم. 

لا بد أن نعيش وقبل المحاصصة لا بد أن نحاصصهم حصصهم تلك الخارجة عن كل تأميم وكل حسابات ، إما ان نعيش بكرامة ونصرخ وإما سنظل على قارعة كل شيء غرباء في وطن سخروه لهم لهم فقط .أيها الشعب كن كريماً أو مت كريماً ولا خير في حياة تفتقر لأدنى مقومات العيش.