[ltr][font=Courier New]![](https://2img.net/h/almasdaronline.com/uploads/site_images/181416_315487008531505_957099095_n-20131002-233549.jpg)
[/font][/ltr]
[right][font=Courier New]منتديات الفؤاد.[/font][/right]
اعتبر باحث يمني متخصص في شؤون الجماعات المتشددة أن العمليات النوعية الأخيرة المتكررة التي ينفذها مسلحون يشتبه انتماؤهم للقاعدة، ضد مقرات ومواقع عسكرية، تعد «تطوراً خطيراً في استراتيجية التنظيم»، وتقتضي التوقف عندها بحثاً في أسبابها ومدى قدرتها على تحقيق النجاح.
ولم يستبعد وجود تواطؤ من نوع ما يساعد تنظيم القاعدة على تحقيق أهدافه عبر تسهيلات لوجستية ومعلوماتية تمكنهم من تنفيذ تلك الاستراتيجية الجديدة والمخيفة على أرض الواقع.
وقال الباحث اليمني المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة، سعيد عبيد الجمحي، في تصريحات خاصة لـ«المصدر أونلاين»، أمس، إن تلك العمليات الأخيرة المتكررة، والتي يستهدف فيها مشتبه بانتمائهم للقاعدة مراكز ومقرات تابعة للجيش تُوحي بأن القاعدة تحوّلت للتعامل مع الجيش اليمني باعتبارها «جيشاً ندياً».
واعتبر مثل ذلك «أمراً خطيراً جداً» ومن شأنه ربّما أن يقلب مفاهيمنا عن طبيعة المعركة التي وجدت القاعدة لأجلها منذ نشأتها. وقال إن ذلك أمر «يجعلنا نثير الكثير من الشكوك فيما يحدث وسيحدث لاحقاً في إطار ما يُعرف بالحرب على الإرهاب»
وكان عبيد أدلى بتصريحاته تلك تعليقاً على تنفيذ مجموعة متشددة، يوم الاثنين الماضي، هجوماً على مقر مبنى القيادة العسكرية الثانية في المكلا، العاصمة الإدارية لحضرموت، وتمكنها من السيطرة على مبنى المنطقة بسهولة، وقتل ثلاث جنود على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين وأسر العدد نفسه من ضباط كبار في قيادة المنطقة.
وبحسب مسؤولين، أمني ومحلي، على مقر قيادة المنطقة الثانية بعد أن شنت بارجة، تتمركز على ساحل المكلا، قصفاً بقذائف حارقة على المبنى، وسط أنباء عن مقتل جميع الخاطفين والرهائن الذين كانوا يحتجزونهم.
وجاء الهجوم على المقر العسكري بعد عشرة أيام فقط من تنفيذ مسلحين يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم القاعدة لهجومين متزامنين على مراكز ومواقع عسكرية في عتق عاصمة محافظة شبوة، في العشرين من سبتمبر الفائت، وقُتل فيها ما لا يقل عن 25 عسكرياً من الجيش والأمن فيما جرح العشرات، وتمكن المسلحون من أسر قرابة عشرين جندياً، أطلقتهم لاحقاً.
ومؤخراً، لجأت القاعدة إلى تكثيف هجماتها ضد مواقع وثكنات عسكرية في مناطق عدّة من البلاد.
يأتي ذلك، بعد أن كان يعتقد بأنها تلقت ضربات عسكرية موجعة في أعقاب مواجهات منتصف العام الماضي التي تمكّنت فيها القوات الحكومية من طردهم من مناطق سيطروا عليها في محافظة أبين.
كما حدث ذلك أيضا مطلع يونيو الماضي، حين تمكنت قوات من الجيش والأمن من طردهم من مديريتي «غيل باوزير» و«الشحر» بمحافظة حضرموت، بعد إعلانهم إقامة إمارة إسلامية لهم في غيل باوزير.
واستبعد المحلل اليمني سعيد عبيد «أن يكون للقاعدة نية أو رغبة في إعادة الصورة السابقة التي كانت عليها أثناء سيطرتها على مناطق ومساحات في محافظة أبين العامين الماضين وتحويلها إلى إمارات إسلامية». وقال إن حدوث ذلك - من وجهة نظره- يعد «أمراً مستبعداً» في تفكير القاعدة حالياً، كونها تكبّدت خسائر كبيرة جداً.
واستشهد عبيد بالقول: «نتذكر أنه بعد طرد القاعدة من محافظة أبين، منتصف العام الماضي، صرح التنظيم أنه سيعود إلى أسلوبه السابق في حرب العصابات القائم على الكر والفر، بمعنى أن تضرب وتهرب». وقال «إن هذا هو الأسلوب الأكثر شهرة الذي اتسمت به عمليات القاعدة في مناطق مختلفة من العالم، وبينها اليمن بالتأكيد؛ كون مثله – بحسب الباحث المتخصص - يضمن لها البقاء بعيداً عن الاستهداف المباشر الذي ينتهي غالباً بالحصار والقتل والأسر»، مضيفاً «وذلك على عكس أسلوب الكر والفر الذي يقتصر فيه الأمر على الملاحقات في الجبال والصحاري، وهو أمر غير مضمون النتائج للجيش، في الوقت الذي يعمل على استنزاف قدراته وإضعاف روحه القتالية».
كما أشار عبيد إلى أن مسلحي القاعدة أعلنوا أيضاً أنهم سيواصلون عملية «الذئب المنفرد»، وهي اللجوء إلى استهداف واغتيال قيادات عسكرية وأمنية، واستهداف الجهات الأمنية والعسكرية من على بُعد؛ كون ذلك أمراً يمكن تنفيذه بسهولة، وبدون خسائر كبيرة في التنظيم.
وأضاف «لكن، أن تلجأ إلى مهاجمة مواقع عسكرية مجهّزة بالعتاد الثقيل والعُدّة القتالية الفتاكة والعدد البشري الكبير من الجنود.. الخ، وتكرار ذلك أكثر من مرة وفي أوقات زمنية متقاربة جدا، بل وتسعى إلى احتلال تلك المواقع العسكرية ومحاولة الاستيطان فيها، كما حدث أمس الأول في المكلا، فإن ذلك بالضرورة يثير مجموعة تساؤلات هامة».
ويرى عبيد أن ما نشهده مؤخراً على أرض الواقع يؤكّد أن هناك نشاطاً غير مسبوق مع ارتفاع وتيرة العمليات التي تستهدف معسكرات وجنوداً في الجيش والأمن»، معتبراً أن ذلك أصبح «أمراً ملفتاً»، ويجب النظر فيه، كونه سيكون بحاجة إلى كثير من التأمل والتحليل العميق.
وإذ يعتقد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة بإن القاعدة هنا تدرك جيداً بأنه لا يمكنها أن تحقق غرضها من مثل تلك العمليات «فهي تعرف والجميع يعرف أن هذه المعسكرات هي المعنية بملاحقة وتعقب وقتل عناصر التنظيم»، يضيف مستغرباً «لكن أن تنعكس تلك الصورة فذلك أمر مثير للتساؤل والاستغراب».
لكنه يرى أنه مهما كان لتنظيم القاعدة من قدرات ومع ما يمكن أن يمتلكه من قوة وعتاد عسكري ومهاجمين انتحاريين.. الخ إلا أنه سيكون هناك صعوبات تعيق استراتيجيته الجديدة في تحويل عملياته إلى أشبه «بجيش يهاجم جيشاً آخر ندياً له».
ومع أنه يعتقد بأن القاعدة ربما تسعى لتأكيد تلك الحقيقة السابقة من خلال ما تكشفه عملياتها الأخيرة، يستدرك: إلا أنها في واقع الأمر، حتى إذا افترضنا أنها تمتلك مثل تلك القدرات العسكرية «ستكون بحاجة أيضا إلى معلومات حقيقية استراتيجية، يجب أن تحصل عليها من الداخل»، ذلك فيما لو أرادت تحقيق النجاح من غرض أي هجوم على موقع من مواقع الجيش، مضيفاً «لأنها لا يمكن أن تكون ساذجة إلى حد أنها تغامر برمي أعضائها إلى أحضان الأسد الذي يبحث عنهم، ما لم تكن قد خططت تماماً واستوفت كافة الإجراءات والمعلومات اللازمة لتحقيق النجاح».
وبحسب الباحث عبيد، يدخل بضمن تلك المعلومات اللازمة «المعلومات الحيوية عن عدد القوات المتواجدة في الموقع العسكري التي ستهاجمه، وأماكن تواجد الحراسة، والتوقيت الأنسب للهجوم، ومداخل ومخارج وتفاصيل جغرافية الموقع والثكنات، وكذا الأسلحة التي فيه وأنواعها ومواقعها، وفي الأخير: ضمانها وجود تسهيلات من الداخل».
ولكون مثل تلك العمليات أصبحت أمراً واقعاً بحدوثها على أرض الواقع وتكرارها أكثر من مرة، فإن عبيد هنا لا يستبعد «وجود تواطؤ من الداخل» يُساعد على تقديم مثل تلك المعلومات ويسهل لعناصر التنظيم النجاح في عملياتهم.
ويستدل عبيد على ذلك: لأن القاعدة في عمليتها الأخيرة وقبل الأخيرة ظهرت وكأنها خصم قوي، قادر على تنفيذ هجمات ناجحة بكل المقاييس: «تقتل وتجرح وتأسر عدداً من الجنود وتستولي على معدات عسكرية..». الأمر الذي أعتبره «مؤشراً خطيراً بالفعل»؛ لأنه يعني بأن التنظيم بات فعلاً يمتلك قدرات عسكرية: «أي بمعنى آخر: إنه يمتلك كافة الإمكانيات والقدرات العسكرية اللازمة، بضمنها المعلومات الحيوية والإستراتيجية الضامنة للنجاح».
وفيما يتعلق بعدم استبعاده وجود تواطؤ في الداخل، يوضّح الباحث: «في السابق ربّما كنا نتحدث عن وجود تواطؤ قياساً بما لدينا من مؤشرات ربما تُوحي لنا مثل ذلك، إلا أنه يمكننا اليوم أن نجزم بوجود قنوات تُساعد وتمد التنظيم بالمعلومات بشكل أو بآخر، وتسهل مهامه لتحقيق أهدافه في تكبيد الجيش خسائر فادحة». وأضاف «في الواقع لقد أصبح ذلك الآن أمراً حقيقياً، بعد أن كان في السابق مجرد مؤشرات».
أما ما يجعله يؤكد ذلك أكثر «لأن كل العمليات التي قامت بها القاعدة، أو المنسوبة لها مؤخراً، هي عمليات ناجحة وفقاً للمعايير العسكرية المعروفة»، وذلك كما يقول «بغض النظر عن تلك التصريحات العسكرية التي تتحدث عن طرد وقتل عناصر التنظيم وتكبيده خسائر كبيرة».
ولفت عبيد إلى أن مثل تلك التصريحات التي تطلقها مصادر وجهات عسكرية في إثر تلك العمليات هي «تصريحات تطلق في المعارك العسكرية، ما يوحي في مضمونها بأن الجيش إنما يواجه جيشاً آخر ندياً له».
وعند هذه النقطة يؤكد عبيد على أنه يمكن القول «إن القاعدة حققت مبتغاها من مثل تلك العمليات».
وإذ يوضح الخبير في شؤون «الإرهاب» أن «التنظيم بوزنه الاستراتيجي - قوة وضعفاً - ظل طوال الفترة الماضية متذبذباً ما بين القوة وقابلية السقوط»، استدرك «ولكن من المرجّح أن ما يحققه من خسائر في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية يأتي بالاستفادة ممن يفتعلون الأزمات لإفشال مرحلة ما بعد الثورة الشبابية».
واختتم «إن ذلك، في نهاية المطاف، ربما يهدف من ورائه إظهار الرئيس هادي كمسؤول عن الأوضاع المتدهورة في البلاد».
![Mad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_mad.gif)
![](https://2img.net/h/almasdaronline.com/uploads/site_images/181416_315487008531505_957099095_n-20131002-233549.jpg)
[/font][/ltr]
[right][font=Courier New]منتديات الفؤاد.[/font][/right]
اعتبر باحث يمني متخصص في شؤون الجماعات المتشددة أن العمليات النوعية الأخيرة المتكررة التي ينفذها مسلحون يشتبه انتماؤهم للقاعدة، ضد مقرات ومواقع عسكرية، تعد «تطوراً خطيراً في استراتيجية التنظيم»، وتقتضي التوقف عندها بحثاً في أسبابها ومدى قدرتها على تحقيق النجاح.
ولم يستبعد وجود تواطؤ من نوع ما يساعد تنظيم القاعدة على تحقيق أهدافه عبر تسهيلات لوجستية ومعلوماتية تمكنهم من تنفيذ تلك الاستراتيجية الجديدة والمخيفة على أرض الواقع.
وقال الباحث اليمني المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة، سعيد عبيد الجمحي، في تصريحات خاصة لـ«المصدر أونلاين»، أمس، إن تلك العمليات الأخيرة المتكررة، والتي يستهدف فيها مشتبه بانتمائهم للقاعدة مراكز ومقرات تابعة للجيش تُوحي بأن القاعدة تحوّلت للتعامل مع الجيش اليمني باعتبارها «جيشاً ندياً».
واعتبر مثل ذلك «أمراً خطيراً جداً» ومن شأنه ربّما أن يقلب مفاهيمنا عن طبيعة المعركة التي وجدت القاعدة لأجلها منذ نشأتها. وقال إن ذلك أمر «يجعلنا نثير الكثير من الشكوك فيما يحدث وسيحدث لاحقاً في إطار ما يُعرف بالحرب على الإرهاب»
وكان عبيد أدلى بتصريحاته تلك تعليقاً على تنفيذ مجموعة متشددة، يوم الاثنين الماضي، هجوماً على مقر مبنى القيادة العسكرية الثانية في المكلا، العاصمة الإدارية لحضرموت، وتمكنها من السيطرة على مبنى المنطقة بسهولة، وقتل ثلاث جنود على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين وأسر العدد نفسه من ضباط كبار في قيادة المنطقة.
وبحسب مسؤولين، أمني ومحلي، على مقر قيادة المنطقة الثانية بعد أن شنت بارجة، تتمركز على ساحل المكلا، قصفاً بقذائف حارقة على المبنى، وسط أنباء عن مقتل جميع الخاطفين والرهائن الذين كانوا يحتجزونهم.
وجاء الهجوم على المقر العسكري بعد عشرة أيام فقط من تنفيذ مسلحين يشتبه بأنهم متشددون من تنظيم القاعدة لهجومين متزامنين على مراكز ومواقع عسكرية في عتق عاصمة محافظة شبوة، في العشرين من سبتمبر الفائت، وقُتل فيها ما لا يقل عن 25 عسكرياً من الجيش والأمن فيما جرح العشرات، وتمكن المسلحون من أسر قرابة عشرين جندياً، أطلقتهم لاحقاً.
ومؤخراً، لجأت القاعدة إلى تكثيف هجماتها ضد مواقع وثكنات عسكرية في مناطق عدّة من البلاد.
يأتي ذلك، بعد أن كان يعتقد بأنها تلقت ضربات عسكرية موجعة في أعقاب مواجهات منتصف العام الماضي التي تمكّنت فيها القوات الحكومية من طردهم من مناطق سيطروا عليها في محافظة أبين.
كما حدث ذلك أيضا مطلع يونيو الماضي، حين تمكنت قوات من الجيش والأمن من طردهم من مديريتي «غيل باوزير» و«الشحر» بمحافظة حضرموت، بعد إعلانهم إقامة إمارة إسلامية لهم في غيل باوزير.
واستبعد المحلل اليمني سعيد عبيد «أن يكون للقاعدة نية أو رغبة في إعادة الصورة السابقة التي كانت عليها أثناء سيطرتها على مناطق ومساحات في محافظة أبين العامين الماضين وتحويلها إلى إمارات إسلامية». وقال إن حدوث ذلك - من وجهة نظره- يعد «أمراً مستبعداً» في تفكير القاعدة حالياً، كونها تكبّدت خسائر كبيرة جداً.
واستشهد عبيد بالقول: «نتذكر أنه بعد طرد القاعدة من محافظة أبين، منتصف العام الماضي، صرح التنظيم أنه سيعود إلى أسلوبه السابق في حرب العصابات القائم على الكر والفر، بمعنى أن تضرب وتهرب». وقال «إن هذا هو الأسلوب الأكثر شهرة الذي اتسمت به عمليات القاعدة في مناطق مختلفة من العالم، وبينها اليمن بالتأكيد؛ كون مثله – بحسب الباحث المتخصص - يضمن لها البقاء بعيداً عن الاستهداف المباشر الذي ينتهي غالباً بالحصار والقتل والأسر»، مضيفاً «وذلك على عكس أسلوب الكر والفر الذي يقتصر فيه الأمر على الملاحقات في الجبال والصحاري، وهو أمر غير مضمون النتائج للجيش، في الوقت الذي يعمل على استنزاف قدراته وإضعاف روحه القتالية».
كما أشار عبيد إلى أن مسلحي القاعدة أعلنوا أيضاً أنهم سيواصلون عملية «الذئب المنفرد»، وهي اللجوء إلى استهداف واغتيال قيادات عسكرية وأمنية، واستهداف الجهات الأمنية والعسكرية من على بُعد؛ كون ذلك أمراً يمكن تنفيذه بسهولة، وبدون خسائر كبيرة في التنظيم.
وأضاف «لكن، أن تلجأ إلى مهاجمة مواقع عسكرية مجهّزة بالعتاد الثقيل والعُدّة القتالية الفتاكة والعدد البشري الكبير من الجنود.. الخ، وتكرار ذلك أكثر من مرة وفي أوقات زمنية متقاربة جدا، بل وتسعى إلى احتلال تلك المواقع العسكرية ومحاولة الاستيطان فيها، كما حدث أمس الأول في المكلا، فإن ذلك بالضرورة يثير مجموعة تساؤلات هامة».
ويرى عبيد أن ما نشهده مؤخراً على أرض الواقع يؤكّد أن هناك نشاطاً غير مسبوق مع ارتفاع وتيرة العمليات التي تستهدف معسكرات وجنوداً في الجيش والأمن»، معتبراً أن ذلك أصبح «أمراً ملفتاً»، ويجب النظر فيه، كونه سيكون بحاجة إلى كثير من التأمل والتحليل العميق.
وإذ يعتقد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة بإن القاعدة هنا تدرك جيداً بأنه لا يمكنها أن تحقق غرضها من مثل تلك العمليات «فهي تعرف والجميع يعرف أن هذه المعسكرات هي المعنية بملاحقة وتعقب وقتل عناصر التنظيم»، يضيف مستغرباً «لكن أن تنعكس تلك الصورة فذلك أمر مثير للتساؤل والاستغراب».
لكنه يرى أنه مهما كان لتنظيم القاعدة من قدرات ومع ما يمكن أن يمتلكه من قوة وعتاد عسكري ومهاجمين انتحاريين.. الخ إلا أنه سيكون هناك صعوبات تعيق استراتيجيته الجديدة في تحويل عملياته إلى أشبه «بجيش يهاجم جيشاً آخر ندياً له».
ومع أنه يعتقد بأن القاعدة ربما تسعى لتأكيد تلك الحقيقة السابقة من خلال ما تكشفه عملياتها الأخيرة، يستدرك: إلا أنها في واقع الأمر، حتى إذا افترضنا أنها تمتلك مثل تلك القدرات العسكرية «ستكون بحاجة أيضا إلى معلومات حقيقية استراتيجية، يجب أن تحصل عليها من الداخل»، ذلك فيما لو أرادت تحقيق النجاح من غرض أي هجوم على موقع من مواقع الجيش، مضيفاً «لأنها لا يمكن أن تكون ساذجة إلى حد أنها تغامر برمي أعضائها إلى أحضان الأسد الذي يبحث عنهم، ما لم تكن قد خططت تماماً واستوفت كافة الإجراءات والمعلومات اللازمة لتحقيق النجاح».
وبحسب الباحث عبيد، يدخل بضمن تلك المعلومات اللازمة «المعلومات الحيوية عن عدد القوات المتواجدة في الموقع العسكري التي ستهاجمه، وأماكن تواجد الحراسة، والتوقيت الأنسب للهجوم، ومداخل ومخارج وتفاصيل جغرافية الموقع والثكنات، وكذا الأسلحة التي فيه وأنواعها ومواقعها، وفي الأخير: ضمانها وجود تسهيلات من الداخل».
ولكون مثل تلك العمليات أصبحت أمراً واقعاً بحدوثها على أرض الواقع وتكرارها أكثر من مرة، فإن عبيد هنا لا يستبعد «وجود تواطؤ من الداخل» يُساعد على تقديم مثل تلك المعلومات ويسهل لعناصر التنظيم النجاح في عملياتهم.
ويستدل عبيد على ذلك: لأن القاعدة في عمليتها الأخيرة وقبل الأخيرة ظهرت وكأنها خصم قوي، قادر على تنفيذ هجمات ناجحة بكل المقاييس: «تقتل وتجرح وتأسر عدداً من الجنود وتستولي على معدات عسكرية..». الأمر الذي أعتبره «مؤشراً خطيراً بالفعل»؛ لأنه يعني بأن التنظيم بات فعلاً يمتلك قدرات عسكرية: «أي بمعنى آخر: إنه يمتلك كافة الإمكانيات والقدرات العسكرية اللازمة، بضمنها المعلومات الحيوية والإستراتيجية الضامنة للنجاح».
وفيما يتعلق بعدم استبعاده وجود تواطؤ في الداخل، يوضّح الباحث: «في السابق ربّما كنا نتحدث عن وجود تواطؤ قياساً بما لدينا من مؤشرات ربما تُوحي لنا مثل ذلك، إلا أنه يمكننا اليوم أن نجزم بوجود قنوات تُساعد وتمد التنظيم بالمعلومات بشكل أو بآخر، وتسهل مهامه لتحقيق أهدافه في تكبيد الجيش خسائر فادحة». وأضاف «في الواقع لقد أصبح ذلك الآن أمراً حقيقياً، بعد أن كان في السابق مجرد مؤشرات».
أما ما يجعله يؤكد ذلك أكثر «لأن كل العمليات التي قامت بها القاعدة، أو المنسوبة لها مؤخراً، هي عمليات ناجحة وفقاً للمعايير العسكرية المعروفة»، وذلك كما يقول «بغض النظر عن تلك التصريحات العسكرية التي تتحدث عن طرد وقتل عناصر التنظيم وتكبيده خسائر كبيرة».
ولفت عبيد إلى أن مثل تلك التصريحات التي تطلقها مصادر وجهات عسكرية في إثر تلك العمليات هي «تصريحات تطلق في المعارك العسكرية، ما يوحي في مضمونها بأن الجيش إنما يواجه جيشاً آخر ندياً له».
وعند هذه النقطة يؤكد عبيد على أنه يمكن القول «إن القاعدة حققت مبتغاها من مثل تلك العمليات».
وإذ يوضح الخبير في شؤون «الإرهاب» أن «التنظيم بوزنه الاستراتيجي - قوة وضعفاً - ظل طوال الفترة الماضية متذبذباً ما بين القوة وقابلية السقوط»، استدرك «ولكن من المرجّح أن ما يحققه من خسائر في صفوف المؤسسة العسكرية والأمنية يأتي بالاستفادة ممن يفتعلون الأزمات لإفشال مرحلة ما بعد الثورة الشبابية».
واختتم «إن ذلك، في نهاية المطاف، ربما يهدف من ورائه إظهار الرئيس هادي كمسؤول عن الأوضاع المتدهورة في البلاد».
![Mad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_mad.gif)
![Mad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_mad.gif)
![Mad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_mad.gif)
» موضوع خاص بطلبات الاشراف
» دستور الجمهورية اليمنية
» ايها العضو الجديد لماذا ترحل ؟
» اناشيد اسلامية
» وتعاونوا على البر والتقوى
» فيتامين "هـ" يقى من الإصابة بالسرطان
» [ دراسة جديدة: أدوية الاكتئاب تفشل فى علاج نصف المكتئبين ]
» المثلية علاج للاكتئاب