دماج والذراع الأمريكوحوثي

منتديات الفؤاد:-
دماج بعيون أمريكية وبمعايرها القاصرة والظالمة تعتبر مركز لإنتاج الارهابين وبنظرها فإن دماج هي بؤرة تهدد الأمن القومي الأمريكي لا بد من القضاء عليها على الرغم من محاولات الرئيس عبدربه منصور هادي بإقناعهم في زيارته الأخيرة للعاصمة واشنطن بأن هذا المركز هو لتعليم القرآن والحديث والفقه ولكنه لم ينجح في اقناع من لا فقه ولا منطق له فقامت أمريكا باستخدام جماعة الحوثي, الطفل المدلل لأمريكا والذي أصبحت أمريكا تستخدمه في العمليات القذرة في الساحة اليمنية وبغطاء بل واتفاق كامل مع الدولة والتي فضحت نفسها بتوجيهات وزير الدفاع اليمني لقيادة دماج المدنية بتسليم كافة المواقع للحوثي.
 
ليس من الانصاف أن ينظر لموضوع دماج بسطحية بل يجب علينا أن نغوص قليلاً في باطن السياسة اليمنية حتى نفسر العديد من المتناقضات والطلاسم التي تعج بها الساحة اليمنية واستغلال قيادة البلاد لهذه المتناقضات لتثبيت حكمها في الداخل من جانب ولضمان الدعم الأمريكي والسعودي من جانب آخر وإن كلف ذلك أرواح المئات أو الألاف من المواطنين الأبرياء.  فالذي لا تريده أمريكا هو تكرار تجربة مصر وصعود رئيس اسلامي إلى سدة الحكم لأن ازاحة الرئيس مرسي من الحكم في مصر كلف أمريكا وحلفاؤها الخليجيين الكثير من سمعتهم ومصداقيتهم كما كلفهم كذلك أموال باهظة.
 
  الذي يمثل تهديد لأمريكا في اليمن من وجهة النظر الأمريكية هم حزب الاصلاح الاسلامي على الرغم من أنه يمثل التيار الإسلامي المستنير والمعتدل ولكن أمريكا ما زالت تخشاه والسلفيون الذين تعتبرهم أمريكا أعضاء قاعدة محتملين والقبائل لأن معظمهم متدينون وهم مؤثرين على الحياة السياسية اليمنية وبعض قادة الجيش والأمن الذين قد يكون لهم ميول اسلامية.  ولهذا استغلت أمريكا الحوثي الذي يرفع شعارات مناهضة لأمريكا ولكن في حقيقة الأمر أن هذه الحركة هي ربية للمخابرات الأمريكية وتنسق مع المخابرات الأمريكية بشكل واضح وجلي وفي أكثر من موقف كانت أمريكا مستميتة في الدفاع عن هذه الحركة ورفضت أمريكا إدراج هذه الحركة من ضمن الحركات الإرهابية على الرغم من أنها ترفع شعارات الموت لأمريكا والموت لاسرائيل بل أن أمريكا أصبحت تمدها بالسلاح والمال عن طريق طرف ثالث وهو إيران للقضاء على المد الاسلامي في اليمن وبمباركة الدولة اليمنية والتي تتلاقى مصالحها مع المصالح الأمريكية في التقليل من حجم القوى الاسلامية المتنامية في اليمن ولذلك نجد أن الدولة غير مكترثة بما يحدث في دماج وغير جادة في ملاحقة من يقوم بعمليات الاغتيالات التي تطال فصيل معين في الجيش والأمن وحتى من يتم القبض عليهم من منفذي هذه الاغتيالات هم من القاعدة (الذين يعتقد العديد من المراقبين السياسيين بأنهم مخابرات يمنية  وليسوا قاعدة حقيقية أنشئها الرئيس المخلوع لابتزاز أمريكا) أو الحوثيين الذين يتحركون بأوامر أمريكية أو بأوامر نافذين في النظامين السابق والحالي ولذلك فلا تتم محاكمتهم وهذا دليل اضافي على تورط أو تواطؤ اطراف بعينها في الدولة في عمليات التفجيرات أو الاغتيالات.
 
شيء جميل أن تنخرط كافة أطراف الأزمة اليمنية في الحوار الوطني والذي تديره أمريكا بالريموت كونترول تسرع وتيرته أو تبطءها بحسب المصلحة الأمريكية  وجمال بن عمر هو الحارس الأمين الذي يسهر للتأكد من أن الخطة الأمريكية الخليجية تنفذ على الوجه الأكمل.  وخطة التمديد للفترة الانتقالية وبالتالي للرئيس عبد ربه منصور هادي تصب في اتجاه استمرار الوضع الحالي من اضعاف لكافة القوى الاسلامية من خلال الحروب الصغيرة في صعدة والبيضاء وحضرموت وأبين وشبوة وعمران الهدف الأساسي منها هو جرجرة القوى الاسلامية الكبرى في اليمن لحروب جانبية ولا تنتهي الفترة الانتقالية المقترحة من 4-5 سنوات إلا وقد أصبحت الساحة اليمنية خالية من الاسلاميين الفاعلين أو اضعاف هذه القوى بشكل كبير يجعل وجودها على الساحة السياسية غير مؤثر.
 
 أما بخصوص الانتخابات النيابية القادمة فلقد أصبح من المستحيل إقامتها وذلك بسبب الضغط الأمريكي على القيادة السياسية في موضوع السجل الانتخابي الاليكتروني لأنهم يعلمون تماماً أن أي انتخابات نزيهة قد تمكن الاسلاميون من السيطرة على مجلس النواب وبالتالي السيطرة على مفاتيح القرار السياسي في الساحة اليمنية ولذلك وضعوا فقرة في مؤتمر الحوار أنه في حالة تعذر الانتهاء من السجل الانتخابي والبطاقة الاليكترونية فإنه يتم العمل بالسجل الانتخابي السابق وهذا يعني انتخابات مزورة وهناك من دول الخليج من هو جاهز بأمواله لدعم عودة النظام السابق بغض النظر ما يترتب عليه من حرب أهلية أو اقتتال داخلي ما دام هذا يخدم السيد الأمريكي.